الأربعاء، 24 مارس 2010

الحـــل ورقـــة

كنت جالسا أمس فى احدى المقاهى الفاخرة بشارع جامعة الدول، أستذكر بعض الدروس فى مادة الكيمياء الحيوية، حيث أننى من أكثر الكارهين لهذه المادة بالذات - بالرغم من سهولتها الى حد كبير- فلم أجد مفرا من جمع كتبى و الذهاب نحو هذا المقهى، حتى أبعد لفترة عن اللاب توب و الفيس بوك و كل الملهيات، لأجمع تركيزى لامتحان اليوم .

و بينما أنا سابح فى بحر علم لا أفقه فيه الكثير، دخل شاب و معه فتاة ( لعلها خطيبته)، و جلسا أمامى . كنت أرى الفتاة من ظهرها فقط ، كانت الفتاة تبدو و كأنها متحجبة، ترتدى بدلة (جينز) .

و لكن فجأة، اتضح لى أن هذه الطرحة تكشف ما تحتها من شعر. فشعرت بالضيق، و تركت قلمى و بدأت أفكر هل أتركها و شأنها و أكتفى بالدعاء لها؟؟، و لكن صوتا بداخلى بدأ يعلو و يقول ألن تتخلص من سلبيتك؟ ، ألن تكسر القيود التى صنعتها بنفسك لنفسك؟، أتدعو دائما دائما الناس من حولك للإجابية و أنت أول من يغيب عنها؟، أتفعل مثل اليهود حينما قال الله عنهم "أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم" ؟؟

وقعت فى حيرة، و بدأت أسأل نفسى إذا ماذا أفعل؟، هل أذهب لها و أتكلم معها و لكن بأى صفة؟، فكرت فى أن أتكلم مع ذلك الشاب التى هى برفقته و لكن ماذا سيكون رد فعله، ممكن أن يتهمنى بإمعان النظر فيها و البحلقة !!!

سيل من الأسئلة هبط علىّ ، لم أكن أعرف ماذا أفعل ، و لكن شيئا وحيدا كنت متأكدا منه أننى إن لم أفعل شيئا، سأصيب بتأنيب الضمير طيلة حياتى . كان الوقت يمر سريعا و أزداد توترا، و أخشى أن يفوت الوقت و ينصرفا و أنا لم أتوصل لحل بعد.

هدأت من نفسى قليلا، و أغمضت عينى و بدأت أردد دعاء الاستخارة . مرة ، فالثانية ، فالعاشرة و هكذا. فتحت عيناى، فوجدت أوراقى تملأ الطاولة من أمامى، نعم "ورقة" وجدت الحل " الحل ورقة" " الحل ورقة". كدت أن أطير من الفرح حينها.

سحبت ورقة، و كتبت عليها الآتى:
أساسيات الحجاب

١- لا يصف
٢- لا يشف
٣- ألا يشابه ملابس الرجال
٤- ألا يكون معطرا
٥- يغطى من الوجه الى الكفين حتى الكعبين


طويتها، و قمت للذهاب نحوهم، أقسم لك أننى كدت أن أسمع دقات قلبى من قوتها، و كنت أشعر برجفة، فأنا لا أعرف ما هو رد الفعل الذى سيحدث. وقفت أمام طاولتهم، و ألقيت السلام عليهم، ثم اقتربت من الشاب و قلت له هامسا فى أذنه " هديك ورقة دلوقتى، ابقى اديهالها تقرأها بعد لما تمشوا". هز الشاب رأسه موافقا على كلامى فأعطيتها له و انصرفت.


ما أن وصلت لطاولتى، لبثت لثوانى حتى استطعت أن ألتقط أنفاسى من جديد، كنت فى غاية السرور لقد فعلتها. فعلت ما عاهدت الله أمام الناس و أمام نفسى أن أفعله، لقد كسرت قيود السلبية، و بدأت أن أجلى صدأها الذى اعتلانى منذ سنين.
حمدا لله على هذا، حمدا لله دوما و أبدا . سأكون بإذن الله إيجابيا دوما.....

عبدالله شلبى

٢٠١٠/٣/٢٤
٨:٤١ م.

هناك تعليقان (2):

  1. تصرفك كان احسن شي ممكن تعملوا
    الله يبارك فيك يا رب

    ردحذف
  2. ربنا يكرمك يا باسل ،،

    و أشكرك على تعليقك الجميل جدا

    ردحذف