الاثنين، 15 مارس 2010

أيام مع الالهام-- ١

اليـــوم: صفر (يوم الإقلاع)

الساعة: 7.10 مساءاً

اليــوم : الخميس 19/2/2010

المكان: مصر الجديدة أمام سنترال ألماظة


نزلت من سيارة والدى لأبحث عن آدم (منظم الرحلة) أو أي عضو من أعضاء الرحلة ، فلم أجد أحداً يحمل حقائب، أو بمعني آخر لم أجد من يبدو أنه على سفر. فسحبت هاتفي من جيبي واتصلت بأدم ، فرد عليّ بصوته الدافئ جداً كعاداته - هذه كانت المرة الرابعة التي أكلمه فيها فى حياتي ولكنه منذ أول مرة وهو يكلمني كصديق يعرفه منذ سنين – سألته "أنت فين" فرد قائلاً "أنا قدام السنترال خلاص أهه قلت له "أنا واقف أهه بس مش شايفك " فرد "لأ أنا شفتك خلاص أصلي لسه فى العربية " فرددت أيضاً عليه " وأنا كمان شفتك" الغريب فى الأمر أن أدم لم يراني من قبل ولكنه تعرف عليّ مع إنني لم يكن معي حقائب أو أي شئ يدل على أنني مسافر ، والأغرب أنني تعرفت أيضاً عليه برغم زحام الشارع الشديد فهل هذا ما يسمونه تلاقي الأرواح؟؟!! لا أعرف ... أخذت حقائبي من سيارة أبي وودعته، وذهبت لأسلم على أدم ، فسلمنا على بعض سلام صديقين حميمين فكم طمأنني هذا السلام وكأنه أول وعد منه لي أنني لن أكون وحيداً فى الرحلة. بدأ أعضاء الرحلة يأتون واحداً تلو الآخر حتي اكتملنا فى تمام الساعة الثامنة والنصف ووضعنا حقائبنا فوق الأوتوبيس وانطلق بنا. كنت أنا فى أثناء وضع الحقائب قد جلست على الكرسي خلف السواق مباشرة ، وسحبت من حقيبتي كتاب "عزازيل" أقرأ فيه ، حيث أنني لم أكن أعرف أي أحد وكان أدم منشغلاً بعمليات التنظيم والعدّ للحقائب. بعد ما انطلق الأوتوبيس وسار قليلاً سأل أدم عن أحد يحفظ دعاء السفر ، فرفعت يدّىَ وكان مكاني مناسباً حتي يصل الميكروفون إلىّ قلته وردده الجميع خلفي ، ثم تقدم أدم وقال ليكن الآن وقت التعارف فبدأ يعرف كل واحد نفسه ومهنته وكان الغريب أن العدد جلّه يعملون بعلوم هندسة الكمبيوتر خريجيين وطلبه ما عدا أربعة منّا أنا واثنين آخرين كنا فى كلية الطب . رجل كبير فى السن يعمل كأستاذ للمصريات بجامعة ليفربول ببريطانيا يدعي "طوني" . حقا كانت مصادفة – غريبة – نوعاً ما!! بدأنا نتجازب كلنا أطراف الحديث ، وشعرت لوهلة أنه لم يكن هناك أصلاً حاجز جليدى ليذوب فهؤلاء الناس أشعر وكأنني أعرفهم جيداً ، كأنما هم أصدقاء المدرسة وأخيراً التقينا بعد فترة غياب طالت سنين . توقفنا بعد فترة فى الطريق لاستراحة فكانت بمثابة تثبيت العلاقة لأقصي حد فبدأت الضحكات تعلو ورائحة الصداقة تفوح بعطرها النفاذ فملأت أرجاء الحافلة بأكملها . ثم انطلقنا مجدداً وبدأنا نتساقط واحداً تلو الآخر فى النوم.

صحيت بعد ما يقرب من ساعة فوجدت أكثر الناس نياما إلا بعض الهمسات تأتي من آخر الأوتوبيس، فسحبت كتابي ثانية وأخذت أقلب ورقاته باستمتاع وتشويق حتي بدأت أول خيوط الفجر تنسدل وبدأ الليل يلملم خيوطه كان الجميع بدأ فى الاستيقاظ ثانية ولكن الكل صامتاً فالطريق طويل ومتعب. توقفنا لتأدية صلاة الفجر وكنا على الطريق بين مطروح وسيوه نزلنا جميعاً وصلينا فى مسجد الاستراحة وبدأ الشعور يرسخ تماماً أننا أصدقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق