الأحد، 26 يونيو 2011

من "ثورة الصبار" الى "ثورة الأوليمبوس"

خمسة أشهر و أربعة عشر يوما مضوا، منذ أن ترك الثوار ميدان التحرير واضعين كل ثقتهم فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه سيأخذنا الى مصر التى طالما حلمنا بها و بذل من أجلها كل غال و نفيس.

خمسة أشهر و أربعة عشر يوما قضيناهم ننتظر قرارا ثوريا واحدا من حكومة تم تشكيلها من ميدان "مصطفى محمود".

خمسة أشهر و أربعة عشر يوما لم ينم أهل شهيد يوما هانئين بفضل تأجيل المحاكمات و الافراج عن معظم الضباط المتهمون بالتورط فى قتل ذويهم.

خمسة أشهر و أربعة عشر يوما لم يتم تقديم واحد من القناصة الى المحاكمة.

خمسة أشهر و أربعة عشر يوما لم نرى مؤتمر واحد يضم علماء مصر ليرسموا الطريق نحو مصر التى تمنيناها، اللهم الا مؤتمران (الوفاق القومى - الحوار الوطنى) على طريقة الرئيس المخلوع "خليهم يتسلوا"

خمسة أشهر و أربعة عشر يوما كفيلون لجعل نار الثورة تندلع فى نفوس الثوار من جديد و يعلنون عودتهم للتحرير مصححين مسار ثورتهم .

٨ يوليو يوم سيظهر فيه ما بداخل المصريون حقا ، هل قاموا ثائرين لاسقاط ذلك النظام و لبناء مصر التى لا يظلم فيها أحد ، أم قاموا من أجل ازاحة فرد من الحكم فقط.

٨ يوليو سيظهر معدن المصريين هل هم مثل الألومنيوم يسخن سريعا و يبرد سريعا ، أم مثل النحاس يسخن ببطء ويبرد ببطء ، و سنرى أيضا هل مازالوا مُصريين على التغيير أم نفسهم قصير.

٨ يوليو أتمني أن تتحول ثورتنا من "ثورة الصبار" الذى يتحمل كل أنواع و ألوان الشقاء دون شكوى ، الى "ثورة الأوليمبوس" تلك الشعلة التى لا تنطفئ حتى نرى مصر كما تمنيناها جميعا و حلمنا دوما بها .

عبدالله شلبى
٢٦ يونيو ٢٠١١
١٠:١٠ صباحا

الأحد، 19 يونيو 2011

مصر التى في خاطرى

هذه التدوينة كانت أول تدوينة لى مباشرة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" و سأنقلها هنا محافظا على شكلها فى مقاطع.

فى خضم الصراع القائم بين جبهتى النخبة "المتنخبة" الذين حقا لا يمثلون الا أنفسهم، و بعد مرور ٥ شهور على قيام الثورة.

و بعد قراءة التدوينة الأسرع انتشارا "الفقراء أولا يا ولاد الكلب" ، شعرت أننى حقا من أولئك ولاد الكلب الذي يتحدث عنهم.

نعم لقد انسقت وراء هذا العالم الافتراضى الذى يدعى تويتر، و بدأت أتخيل أن يصب على الرأى العام فى الشارع المصرى ، و لكن للأسف فكأننا نتحدث.

كأننا نتحدث من كوكب "بلوتو" و ننم على أهل كوكب "الأرض" ، ذلك الذين لم يروا الا الوجه الأقبح للثورة ، فمن كان يمشى حاله بالرشاوى و التربح.

الآن لم يجد له مكانا في هذا المجتمع و حتى اذا وجد أصبح يأخذ الرشوة و هو مصفر الوجه موجوع الضمير، و لكن ليكن ألن يطعم نفسه و أولاده؟.

لم أجد من بين القابعين فى طرة القتلة الحقيقين ، من أباطرة اللحوم و المواد الغذائية ، ولم نجد حصارا حقيقيا للأسعار التى تزداد كل يوم.

لم أجد من وزارة الداخلية تقديم لأى من القناصة الذين قتلوا الثوار عمدا مع سابق الاصرار و الترصد، و كأن الشعب بأكمله مدرب على القنص.

أو كأننا في احدى دول العالم المسلحة الذى يبتاع فيها الأسلحة على الأرصفة، فمن المؤكد أن هناك كشوفات لأسماء الضباط القناصة و لكن

و لكن الطرمخة فى الوزارة حتى لا يثور الضباط و يشكلون ثورة مضادة مسلحة كان هو ثمن مزج دماء الشهداء بالماء و القاءه فى أقرب صرف

أولئك النخبة كلهم مازالوا يحبون أنفسهم أكثر من مصر، لأن مصر التى فى خاطرى ، كانت ستجد كل التيارات متحدة لوضع خطة واضحة لبنائها

مصر التى فى خاطرى ، كانت ستجد عزوف عن الكرسى و هرولة على صناعة المستقبل و اسعاد ذلك الشعب و تذويقه حلاوة الثورة

مصر التى فى خاطري ، كانت ستجد دعوات تنهال علي علماؤها في الخارج ليضعوا خطة تنمية فى مجالات العلوم ، والصناعة و التكنولوجيا و الاقتصاد

مصر التي فى خاطرى ، كانت ستفرز جبهة واحدة متحدة و مترابطة من كل الثوار ليكونوا بمثابة قاطرة حقيقية تجر مصر الى الأمام حتى ينقشع الغمام

ثم نبدأ فى المهاترات البيزنطية من دستور أو انتخابات تلك الرفاهيات التى أثبتت حقا أنهم أولاد كلب ، و للأسف مسعور على كرسى الحكم

مصر التى فى خاطرى حزينة الآن على ضياع الوقت فى الحديث من غير التخطيط

كلما قرأت مقولة بونابرت علمت مدى فشل نخبتنا و ضعفهم : القائد الناجح يخطط و يعمل بعد تفكير
و القائد الفاشل يحلم و يتمنى فقط

نعم أنتظر أن يثور الجياع و نثور معهم و لهم، أتمنى أن نعلى صوتنا و نوحده لنعرف الجميع أن مصر أولا و الفقراء قبل الحوارات

تعلمت فى الطب أن الجسد السليم هو الذى يتمتع بالحفاظ على النسب بين أطرافه،و تعلمت من السياسة أن المجتمع السليم هو من يحافظ على النسب بين طبقاته

اذا أردنا أن تقوم لنا قائمة فعلينا أن نعيد النظر فى النسب بين طبقات المجتمع حتي نكون مجتمع سليم و الا سنظل جميعا "أولاد كلب"

تمت

الخميس، 2 يونيو 2011

آن الآوان ترحلى يا دولة العواجيز

سئمت من الشعر الأبيض، سئمت من البطء، سئمت من الهَرِم، حتى أظن أننى هرمت من السأم. الى متى؟ الى متى ستظلين يا مصر مكتوب عليك العجز و أنتى شابة؟ الى متى سيظل مقدر لك الشيب و أنت صبية ؟ الى متى ستظلين مقعدة و فيكى شباب يستطيعون معكى الركوض .

قالها أستاذى الكبير الساخر "جلال عامر":ليس من حقك أن تتطلع إلى منصب مهم فى بلدك، فهو مثل مقاعد الأتوبيس مخصصة لكبار السن.

الى متي ستظل تلك "النظرة الدونية" للشباب من قبل الشيوخ أصحاب الشعر الأبيض؟، الى متى سيظل لسان حالهم يقول "اسكت انت متعرفش حاجة، انت لسه صغير" كلما طلبنا و طالبنا بدورنا المشروع فى القيادة.

الى متى ستظل شهادة الميلاد، هى التصريح الوحيد الذى تعترف به العقول و تتقبله؟ ، الى متى سيظلون كافرون بقدراتنا و علمنا و امكانياتنا ؟

الى متى سيظل سن التقاعد فى العالم، هو السن الأنسب لتولى المناصب فى مصر ؟

الى متى سيظلون يبثون فى نفوس الشعب الخوف و القلق كلما آمن الشعب فى شبابه، و زرعوا فى نفوسهم الحيرة و أجبروهم على أن الحكمة و القرارات الصائبة لا تأتى الا بعد الستين من العمر؟

ألم يحن الآن وقت المجازفة ؟ ألم يحن الآن الوقت للسواعد القوية و العقول المنفتحة أن يغامروا؟، ألم يكفنا استقرار فى القاع ؟
ألم تشتاقوا بعد للصعود من تلك الحفرة ؟ ألم يوحشكم عصر الأحلام الحقيقية و المشاريع القومية و الريادة الاقليمية؟

لقد قالها منذ زمن بعيد شيخنا العلامة "عبدالرحمن الكواكبى": لن يعيد لمصر شبابها الا شبابها.

لقد نسيت أن أقول لك اننى حتى سئمت من شكل عَلمنا، بسبب ذاك الصقر العجوز الغلبان، الذى لا يستطيع التحليق. أقسم لك أنني لا أحب حتى النظر اليه الآن .

لقد غيرت علم مصر !! ، نعم طلبت من صديقى الجميل "عمر نصرت" - بما أنه يجيد التعامل مع برنامج "الفوتوشوب" - أن يزيل تلك الصقر الهَرم ، ويضع صقر "حورس" العتى ، مرفرفا جناحيه محلقا عاليا ، يهجم على فرائسه و لا ينتظر من يطعمه

عبدالله شلبى
الخميس ٢ يونيو ٢٠١١
١١:٤٥ صباحا





Uploaded with ImageShack.us