الأحد، 19 يونيو 2011

مصر التى في خاطرى

هذه التدوينة كانت أول تدوينة لى مباشرة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" و سأنقلها هنا محافظا على شكلها فى مقاطع.

فى خضم الصراع القائم بين جبهتى النخبة "المتنخبة" الذين حقا لا يمثلون الا أنفسهم، و بعد مرور ٥ شهور على قيام الثورة.

و بعد قراءة التدوينة الأسرع انتشارا "الفقراء أولا يا ولاد الكلب" ، شعرت أننى حقا من أولئك ولاد الكلب الذي يتحدث عنهم.

نعم لقد انسقت وراء هذا العالم الافتراضى الذى يدعى تويتر، و بدأت أتخيل أن يصب على الرأى العام فى الشارع المصرى ، و لكن للأسف فكأننا نتحدث.

كأننا نتحدث من كوكب "بلوتو" و ننم على أهل كوكب "الأرض" ، ذلك الذين لم يروا الا الوجه الأقبح للثورة ، فمن كان يمشى حاله بالرشاوى و التربح.

الآن لم يجد له مكانا في هذا المجتمع و حتى اذا وجد أصبح يأخذ الرشوة و هو مصفر الوجه موجوع الضمير، و لكن ليكن ألن يطعم نفسه و أولاده؟.

لم أجد من بين القابعين فى طرة القتلة الحقيقين ، من أباطرة اللحوم و المواد الغذائية ، ولم نجد حصارا حقيقيا للأسعار التى تزداد كل يوم.

لم أجد من وزارة الداخلية تقديم لأى من القناصة الذين قتلوا الثوار عمدا مع سابق الاصرار و الترصد، و كأن الشعب بأكمله مدرب على القنص.

أو كأننا في احدى دول العالم المسلحة الذى يبتاع فيها الأسلحة على الأرصفة، فمن المؤكد أن هناك كشوفات لأسماء الضباط القناصة و لكن

و لكن الطرمخة فى الوزارة حتى لا يثور الضباط و يشكلون ثورة مضادة مسلحة كان هو ثمن مزج دماء الشهداء بالماء و القاءه فى أقرب صرف

أولئك النخبة كلهم مازالوا يحبون أنفسهم أكثر من مصر، لأن مصر التى فى خاطرى ، كانت ستجد كل التيارات متحدة لوضع خطة واضحة لبنائها

مصر التى فى خاطرى ، كانت ستجد عزوف عن الكرسى و هرولة على صناعة المستقبل و اسعاد ذلك الشعب و تذويقه حلاوة الثورة

مصر التى فى خاطري ، كانت ستجد دعوات تنهال علي علماؤها في الخارج ليضعوا خطة تنمية فى مجالات العلوم ، والصناعة و التكنولوجيا و الاقتصاد

مصر التي فى خاطرى ، كانت ستفرز جبهة واحدة متحدة و مترابطة من كل الثوار ليكونوا بمثابة قاطرة حقيقية تجر مصر الى الأمام حتى ينقشع الغمام

ثم نبدأ فى المهاترات البيزنطية من دستور أو انتخابات تلك الرفاهيات التى أثبتت حقا أنهم أولاد كلب ، و للأسف مسعور على كرسى الحكم

مصر التى فى خاطرى حزينة الآن على ضياع الوقت فى الحديث من غير التخطيط

كلما قرأت مقولة بونابرت علمت مدى فشل نخبتنا و ضعفهم : القائد الناجح يخطط و يعمل بعد تفكير
و القائد الفاشل يحلم و يتمنى فقط

نعم أنتظر أن يثور الجياع و نثور معهم و لهم، أتمنى أن نعلى صوتنا و نوحده لنعرف الجميع أن مصر أولا و الفقراء قبل الحوارات

تعلمت فى الطب أن الجسد السليم هو الذى يتمتع بالحفاظ على النسب بين أطرافه،و تعلمت من السياسة أن المجتمع السليم هو من يحافظ على النسب بين طبقاته

اذا أردنا أن تقوم لنا قائمة فعلينا أن نعيد النظر فى النسب بين طبقات المجتمع حتي نكون مجتمع سليم و الا سنظل جميعا "أولاد كلب"

تمت

هناك تعليقان (2):

  1. المشكلة كما ارها ليست فقط فى التفاوت بين الطبقات، ذلك موجود فى مجتمعات كثيرة و يكون فيها نوع من الإستقرار. المشكلة الأكبر فى تدهور مستوى المعيشة لدرجة يشعر فىها الانسان بالقهر الإقتصادى الشنيع. هذا مع إنعدام العدلة و سرقة أى أمل أو حلم. لن نستطيع ان نمحوا الفقر بين ليلة و ضحاها و لكن لو كانت هناك خطة تضع الفقراء فى الأولوية و تشجع على معدلات نمو عالية ممكن ان يصبح الأمل ممكنا للمقهورين.

    ردحذف
  2. نحن الثوار نتحدث مع بعضنا فقط فى حجرة مغلقة نسمع بعضنا لبعض نصفق لبعضنا البعض ننقد بعضنا ونخرج من تلك الحجرة المغلقة مستريحى البال فقد قلنا ما نتمناه ونكذب على انفسنا بأن مصر من حولنا تسمعنا وسوف تستجيب لنا ، للأسف كنا كالصم البكم الذين يتكلمون مع بعضهم بلغة هم الوحيدين الذين يستطيعون ترجمتها انما الشارع المصرى فى واد تانى ، تكفيك زيارة واحدة لمنطقة عشوائية او التكلم مع أسرة فقيرة واحدة لتدرك انك تهذى عندما تتحدث عن حقوق سياسية وحوالى 50% من الشعب المصرى لا يجدون حقوقهم البشرية او الانسانية .
    ارحب جدا بفكرة ثورة الجياع وارجو من الثوار الهبوط بمستوى تفكيرهم ولغتهم الخطابية الى مستوى الفقراء واستقطابهم ومحاولة الحصول على ارضية جديدة قوامها الاساسى فئات الجوعى والفقراء للبدء فى لعبة "اللعب مع الكبار"

    ردحذف