الأحد، 30 مارس 2014

المطاردة الإجبارية!

في طريقي اليوم من مدينة 6 أكتوبر الى مستشفى القصر العيني، و في تمام الساعة 11:15 صباحا، كنت على موعد مع صدمة أدرينالين زائدة.

بعد "هايبر وان" بخطوات، كان هناك كمينا مؤلف من حوالي 6 ضباط أو أكثر و معهم عساكر. كنت أستقل سيارتي مع اثنين من زملائي، و بينما نتقدم على مهل الى الكمين، انقض على السيارة 4 ضباط مشهرين أسلحتهم ليوقفوننا و بدأ العسكري يفتح الباب الخلفي للجهة اليمنى!
أوقفت السيارة وقلت أنا دكتور في القصر العيني، قال أحدهم "اركن على جنب"، و بينما يقول آخر من بعيد "مش هو سيبوه"، أصر الضابط - شبيه الفنان طلعت زين- أن نتوقف جانبا و كان العسكري بالفعل أنزل زميلي الجالس في الخلف من السيارة، وقفت و نزلت من السيارة، و ان كان هو الحال مع كل سيارة لونها "أحمر"!

لم تمر سوى دقيقتين، حتى طارت سيارة نيسان صني لونها نبيتي من على الرصيف الفاصل بين الطريق السريع و البطئ، و سارت في الطريق البطئ مندفعة نحو أحد أمناء الشرطة الذي كان يمسك بيده صاعق كهربائي، و لكنه قفز من أمامها و وجه الصاعق نحو السيارة فلم يصبها، في نفس اللحظة قال أحد الضباط "اضربوا على الكاوتش" ولكن لم يسعفهم رد فعلهم لتلبية الأمر -وهذا من ستر الله لأننا كنا في مرمى نيرانهم- أوقف أحد الضباط سيارة فضية اللون و أنزل سائقها منها و انطلق خلف السيارة المستهدفة، و بينما كان يركض آخر-شبيه طلعت زين- نحو سيارتي، ركضت نحوها أيضا وقلت له "عندي مستشفي متاخدهاش!" فإذا به يقول لي "طيب طير وراه" ويركب هو و آخر معي وننطلق أيضا خلف السيارة المستهدفة! 

وصلنا الى مفترق طرق في آخر الطريق حيث اما أن نصعد الى محور 26 يوليو أو نتجه يمينا على أبو رواش، سألت الضابط، فقال لي اتجه يمينا. اتجهت يمينا و لكن كان السارق اختفى. وفي طريق العودة من حيث بدأنا مشهد الأكشن، فهمت أنها سيارة مسروقة و تم الابلاغ عنها وتتبعها.

و من الأسئلة التي لم يسعفني الوقت لأوجهها للضابطين:
هل تنصبون الكمائن دون أن يكون معكم سيارة مجهزة للمطاردة؟!
هل تنصبون كمينا واحدا في منتصف طريق اذا مر به السارق فقد فاز وحلال عليه العربية؟
هل كان من الصعب أن توقفوا عسكري على بعد عدة أمتار من الكمين ممسكا بحبل مربوط في مفجر الاطارات ليسحبه حين الحاجة؟!

لا أعلم مصير السيارة الفضية التى تم إنزال صاحبها منها ولا أعلم هل سيراها ثانية أم لا، كل ما أود أن أختتم به شهادتي هو الحمد لله حمدا كثيرا، أنه ألهمني أن أنقض على سيارتي قبل أن تكون ذكرى!!

الحمد لله حتى يبلغ الحمد مداه


القاهرة في 30 مارس 2014
2:55 مساءا

عبد الله شلبى

هناك تعليق واحد: