الخميس، 10 نوفمبر 2011

غثيان من الهذيان

أولا أبدى اعتذارى لنفسى أولا ثم لقارئي العزيز، لانقطاعى المفاجئ عن الكتابة رغم ذلك السيل من الرسائل التي وصلتني. لكن كانت الأحداث متعاقبة و الحمدلله كانت معظمها -ان لم تكن جميعها- تثير القلق و الحزن. و لأنك ان كنت لا تعلم فتلك مصيبة، و ان كنت نعلم فالمصيبة أكبر، فكانت دوما مصائب سوء ادارة المجلس العسكرى تهطل على لتلكمني و تقيدنى حتى عن الصراخ بينى و بين نفسى. اليوم سستكون تلك التدوينة هي تجميعة لتدوينات قصيرة، مواضيع تشغلنى و تحتل جزء كبير من تفكيرى، فاعذرنى ان أطلت عليك :) ..

١- الحمل الكاذب:
مر على ما أسموها الثورة المصرية ١٠ أشهر الآن، نعم فما وجه الغرابة ؟ هم أسموها بالثورة ، و لكنها في حقيقة الأمر انتفاضة شعبية أو فورة، لقد وضحت تلك الكلمات فى أكثر من لقاء، و قلت أن الثورة تقوم بأهداف واضحة المعالم تغير كل شئ بخطوات ثابتة و قيادة ناجحة، لكن الانتفاضات تقوم متأججة بغضب الجماهير لتسقط طاغية ما ثم تهدأ و تعود لبيوتها مقتنعة بانجازها.
لذلك لم و لن تولد لنا مصر جديدة لأن الشعب حتي هذه اللحظة لم يقم بثورة و لكنه فقط نفّسَ عن غضبه و انتفض.

٢- العدالة و الندالة:
"ان الله يقيم الدولة العادلة و لو كانت كافرة، و يهدم الدولة الظالمة و لو كانت مؤمنة". جملة حفظناها من يوم أن ولدنا، و لكننا نصر أن نطبق الشطر الثاني من الجملة. فإن من رواسخ العدل هى سرعة نصرة المظلوم و الاقتصاص من الجانى، و تلك هى أهم خطوة لدرء المفسدة عن المجتمع . و عندما و صف الله نفسه بالعدل اقترن ذلك الوصف بقوله فى الآية الكريمة "ان الله سريع الحساب". لكننا هنا فى مصر يموت الجانى و المجنى عليه و مازالت القضية أمام المحكمة لذا لا تجد أحد يعبأ حقا و لا يهتم بكلمة القانون، بل عندما تريد أن تظلم أحدا و تفلت بفعلتك تقول له بكل بجاحة "خلينا نخش قدام بعض فى المحاكم و وريني هتطول مني ايه؟!". و ذلك ما حدث فعلا عندما طالب الشعب أن يحاكم رؤوس النظام و قتلة الشهداء أمام المحكمة، فتم تأجيل القضية الي يوم القيامة ليحكم الله فيها و يعطى كل ذى حق حقه.
ثم طل علينا من جبعة العسكر ضيفة ثقيلة الظل لا تعرف المثل القائل "يا بخت من زار و غار"، ألا و هي المحاكم العسكرية.