الاثنين، 24 يونيو 2013

كلنا قرابينا لآلهاكم

هذا المقال فقط للفضفضة من شدة الوجع، أنصح أصحاب المزاج سهل التعكر بعدم قراءته.


"قتلوهم كلهم كلهم كلهم" كانت تلك أخر تغريدات حازم بركات احدى شهود العيان على المجزرة التى حدثت أمس في أبو النمرس بالجيزة. خفق قلبى بعمق و حدة و قفزت الى صفحته الشخصية لأرى الصور؛ جثث تم التمثيل بها، نظرات فرح و تشفي، و أخرى الى السماء في ورع!! قتلوه لأنه مسلم الديانة شيعي المذهب، هذا كل ذنبه. 

قتلوه تقربا الى الله و اعلاء كلمته و قطع دابر الكفار، قتلوه بدم بارد و تهليلات و تكبيرات لإلههم! قتلوه ثم طافوا به مسحولا على الأرض ليباركوا بدمائه النجسة المنطقة كلها حتي لا تتشيع، قتلوه و كتبوا علي صفحاتهم ساخرين "جه يشيع المنطقة راحت المنطقة مشيعاه".

قتلوه مثلما يذبح الجيش الحر في سوريا مواليين بشار وسط نفس التهليلات و التكبيرات لإلههم الوحشي الدموي الذي يغفر لهم بدماء عيال الله. 
كلهم صهاينة، كلهم يحرمون للناس ما يحللون لأنفسهم، كلهم منفصمون. يدينون وحشية الأميريكان و الصهاينة في قتل المسلمين، و لا يتقربون لإلهاههم بقتل اليهود و الشيعة و السنة و أي مختلف معهم!. يدينون الأميريكان فى اغتصاب المسلمات و يتضرعون لإلههم بالدعاء ليجعل نساء أعدائهم سبايا لهم!

كلكم صهاينة كلنا قرابينا لآلهتكم


عبد الله شلبى 
الإثنين 2013-06-24
08:52 مساءا



الأحد، 9 يونيو 2013

هؤلاء احذروهم

  • عاصرو الليمون الذين وقفوا مع مرسي على المنصة و تغاضوا عن سب الاخوان لضحايا محمد محمود و مجلس الوزراء، وضربهم أمام البرلمان من قبل الاخوان فى مسيرة استرداد السلطة من العسكر .. هم نفسهم من يتغنون الى الآن معهم بكلمة "الفلول" التى اخترعها الاخوان و لا يدرى ناشط منهم معناها أو حتي تصريفها لغويا!.
  • مجموعات تعلن أن هدفها اسقاط الداخلية و تدخل معارك طفولية لتضليلنا و ابعادنا عن الهدف.
  • نشطاء الاستوديوهات يطالبون باسقاط القضاء و أى معارك مشتتة أخرى.
  • حركات مشهورة تدعى الثورية و الوطنية ستشارك حتى لا تثير الشكوك حولها و ستتعلل بوجود "فلول" فى ميادين مصر، و تنسحب فجأة لشق الصف وتثبيط العزيمة.
  • علي صعيد آخر أبو الفتوح هو الخطة الأساسية للإخوان، و هو حصان طروادة لإنقاذهم؛ أبو الفتوح أسرته كلها و بناته مازلن في الجماعة و هو فقط في خلاف شخصى مع خيرت الشاطر و محمد بديع و بمعنى أصح التيار القطبى داخل الجماعة.
توحدوا على أن هدفنا استرداد الحلم و افاقته من جديد، توحدوا على أن هدفنا وأد الفاشية و الاستبداد للأبد، توحدوا على أن هدفنا أن نعيش فى دولة حرة، كريمة لا يُظلم فيها أحد، تحترم الحريات الخاصة قبل العامة، و حكومات تعمل على راحتنا و إسعادنا، و ليس علي تتويهنا و إلهائنا بحثا عن حاجاتنا الأساسية من المأكل و المشرب و الطاقة.


عبد الله شلبى
09-06-2013
5:46 مساءا

السبت، 1 يونيو 2013

أزمة شبه

لم تكن أفكارها تشبه أفكاره، فتركها و رحل عنها.
لم تكن ملامحه تشبه ملامح فتى أحلامها، فودعته بابتسامة تعلم أنها الأخيرة بينهما.
لم تكن صلواتهم تشبه بعضها البعض، فكانت الحروب الطائفية.
لم تكن مصالحهم متشابهة، فكانت الحروب الأهلية.
لم تكن عروقهم متشابهة، فكانت الحروب العرقية.
لم تكن هيئتهم الرثة تشبه هيئتهم الغنية، فتم استعباد الأولين عند الآخرين.
لم تكن الأختان تشبهان بعضهما البعض، فكانت أول جريمة قتل لآدمي.

انها أزمة شبه، كل واحد منا يبحث عن من يشبهه، و أى اختلاف عنه يضع الآخر في دائرة أعدائه، و عقاب الأعداء يبدأ بالتجاهل و الابتعاد مرورا بالتربص و الشك و ينتهى بالقتل!
أزمة أول من وقع فيها كان ابليس، فعصى أمر ربه و لم يسجد لآدم و قال خلقتنى من نار و خلقته من طين، فطرد من رحمة الله.
أزمة نجى منها فقط الملائكة، بعد أن آمنوا أن الله يعلم ما لا يعلمون، و تقبلوا آدم خليفة لله و سجدوا له.

أزمة يكمن حلها في ستة حروف فقط و هم "القبول". نحتاج أن نقبل بعض كما نحن، نحتاج أن نكف عن تنصيب أنفسنا آلهة لنحاسب الأخرين، نحتاج أن نقر و نؤمن أن الله خلقنا شعوبا و قبائل لنتعارف و نتكامل لا نتقاتل و نتناحر، نحتاج أن نعرف أن فى اختلافنا رحمة و فى استنساخنا توقف و ضياع.

اقبلوا بعض ليقبلكم الله....


عبد الله شلبى
01/06/2013
09:08 مساءا

صراع على الحافة

السطور التالية بها كلام خطير، لا أنصح أى متذبذب ايمانيا أو غير محصن بعلم أن يقرأها، فليس فيها ما يدعو للتفكير أو التدبر، و لكن فيها كثير مما يدعو للتشكك و الحيرة، هذه الكلمات ما هى الا فضفضة بصوت مسموع!

"لو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير و ما مسني الضر"
عيادة الروماتويد بالقصر العيني، تلك المكان الذى يختص بأعتى و أهلك أنواع المرض مثل (الروماتيزم و الروماتويد و الذئبة الحمراء...الخ)، ذلك المكان الذى نجلس فيه كأطباء و لكننا في حقيقة الأمر ما نحن الا مشخصو أمراض بلا علاج؛ فنحن لا نعرف شيئا عن أمراض المناعة سوي طريقة تشخيصها، و لا نكتب دواء سوي بعض المسكنات و مثبطات المناعة، التى غالبا و علي المدى الطويل تضر المريض أكثر مما تنفعه بكثير.

عيادات القصر العيني الجامعى لمن لا يعلم، فهى عيادات مجانية يتردد عليها أفقر أهل مصر. دخل علينا في يوم رجل يدعي محمد يبلغ من العمر 31 سنة، متزوج له 3 أبناء، كان يعمل مراقبا عاما للعمال فى هايبر ماركت، مصابا ب "Scleroderma"، و هو مرض مناعي -لاحظ أن الأطباء يتهمون المناعة بأى مرض لا يفقهون عنه شيئا- وأيضًا مزمن يؤدي إلى تليف الجلد (أو تصلبه) وحدوث تغيرات في الأوعية الدموية وتكوين أجسام مضادة ذاتية. فيصبح المريض كتمثال من الشمع يقف أمامك، حتي أنه من شدة التصاق الجلد بالهيكل لا يستطيع المريض أن يفتح فمه و يصاب أيضا بإلتصاقات فى المرئ تعيقه عن ابتلاع أي شئ!.هاجم هذا المرض محمد منذ عام و نصف العام تقريبا، و كان يتردد على طبيب للعظام طوال هذه الفترة لما يعانيه بوجع في مفاصله و حيث أن هذا الطبيب اما بلا ضمير أو بلا علم تماما، ظل يحاول علاجه طيلة هذه الفترة حتى وصل محمد الى تلك المرحلة فى المرض ثم نصحه الناس بالذهاب لمستشفي القصر العيني لعل يجد حلا فيها. هو الآن لا يقدر على العمل بسبب مرضه، فتخيل معي أنك تري انسانا متشمعا تماما، لا يوجد في جسده العلوى مفصلا واحدا قابلا للثنى أو الفرد.

حالة أخرى، الحاجة سنية 62 سنة، مصابة بتشكيلة من الأمراض، أولها الالتهاب المفصلي الروماتويدي، و ثانيها Acromegaly، أو مرض ضخامة الأطراف، و ثالثها عاقر، و رابعها مراحل بداية ألزهايمير، نعلم أن الحاجة سنية ستنزل يوما ما من بيتها لا تعلم الى أين هى ذاهبة و لن تدرى أين هو بيتها!

لماذا هؤلاء؟، ألم يكن كافي لهم فقرهم؟ لماذا يصاب فقير أنهكته الدنيا بالفقر بمرض أقل علاج له يساوى 250 جنيه؟؟، لماذا يصاب هذا بكل الابتلاءات و يصبح همه أن يموت حتي لا يرى دمعة احتياج ضالة تفر من عين احدي عياله و هو لا يقدر على شئ؟ لماذا تدور الحاجة سنية في سنها هذا على مراكز الدروس الخصوصية لتتحصل علي جزء من ثمن علاجها؟، لماذا يكون انسان آخر علي نفس الأرض يعيش في السويد مثلا حيث تطل فيلته على حديقة شاسعة تفصلها عن بحيرة زرقاء و كل همه في الدنيا أن شجرة التفاح الأخضر لم تطرح بعد؟!

ألسنا جميعا عيال الله؟ أليس هو من قال "لا يكلف الله نفسا الا وسعها"؟ أليس هو من وعد بأنه لا يظلم أحدا؟
نعم يوجد اله مقتنع بذلك تماما، و لكن أى عدل هذا فيما أراه و أتعامل معه يوميا؟ 

آلاف من الأسئلة يلجمنى بها شيطانى فى كثير من الأوقات، و بعد أن أهدأ أقول في نفسى "له فى ذلك حكم" ان ما أراه يشبه كثيرا ما رآه سيدنا موسى فى رحلته مع سيدنا الخضر، و أتخيل أن الله يقول لي "انك لن تستطيع معى صبرا"، فأجيبه بعزم "ستجدنى ان شئت صابرا و لا أعصى لك أمرا".

اللهم اهدنا الى الرشد و قنا و اصرف عنا شر أنفسنا.


عبد الله شلبى 
17-05-2013
04:55 مساءا