السبت، 12 مارس 2011

حتى نخرج من "العناية المركزة"

استطاع الشعب المصرى بمهارة و حنكة ، أن يجرى لمصر جراحة كانت الأدق و الأخطر فى تاريخها ، و بعد أن استئصل بمشرته الدقيق رأس النظام ، استطاع أن يضغط على نفسه و يكمل رغم تعبه باقى العملية حتى استئصل حكومة النظام السابق - رغم صراخ الكثيرون خارج الغرفة خوفا على مصر من أن تصاب بمكروه و جهلا منهم بمهارة الفريق الطبى الذى أجرى العملية.

و تم نقل مصر الآن الى غرفة العناية المركزة ، حتى تكون تحت المتابعة الدقيقة ، و إن لم تعالج بشكل صحيح لربما طالت مدة بقائها هنا .
و مع الملاحظة ، تجد أن مصر تعانى من عدة أمراض فى جلها خطير ، و ستؤدى أى مسكنات الى مضاعفات ، من الممكن - لا قدر الله - أن تؤدى الى تدهور حالتها و وضع حياتها على المحك .

هذه الأمراض هى : الترقيع الدستورى ، و الطائفية ، و حرية قيادات مجرمى النظام ، و عدم محاسبة قاتلى المتظاهريين الى الآن ، و عدم تجميد النشاط السياسى لأعضاء الحزب الوطنى ، و عدم الافراج عن المعتقلين فى ٢٥ و ٢٨ يناير أو حتى اظهار جثثهم.

و لكن الترقيع الدستورى هو مرض يأكل الآن فى قلب مصر مباشرة ؛ لأن هذا الاستفتاء الذى يدعوننا اليه، هو ما سيجعل مصر معرضة الى هبوط حاد فى عضلة القلب فى أى لحظة ، بسبب عدم وضع مواد اختصاصات الرئيس ضمن المواد المعدلة ، ما سيجعلنا ننتظر جميعا حفل تأبين لفرعون مصر القادم ، مهما قال المحللون و الكتاب أن هذا لن يحدث فى ظل مدة الرئيس التى لا تتجاوز الثمان سنوات و فى ظل معرفة الناس طريق الميدان . و الموافقة عليه ستكون بمثابة اعطاء الضوء الأخضر للمماطلة فى وضع دستور جديد ، و الألعن من ذلك أن من سيقر هذا الدستور الجديد و يوافق عليه - فى ظل هذه التعديلات - هما أعضاء الحزب الوطنى و أعضاء جماعة الاخوان المسلمين ، و بعض من الساسة و الشراذم الذين سيستطيعون الهروب الى البرلمان .

و على صعيد آخر سنجد أن هناك دواء نجاحه مضمون بنسبة كبيرة ، و لكن طريقة آخذه و مرارته يجب أن تحتمل حتى نصل الى النتيجة المرجوة ، هذا الدواء ينص على الآتى:
- أولا أن نستطيع بمجهودنا أن نوعى الشعب المصرى بأخطار هذه الترقيعات ، و ندير دفة الرأى نحو كلمة "لا" ، التى طالما حلمنا بها نتيجة و لو حتى لاستفتاء مجلس العقار .
- ثانيا نبدأ فى حشد الآراء نحو تعيين مجلس رئاسى من قبل الجيش ، بما أننا لسنا فى أجواء تسمح لنا بانتخابه و لا تسمح للمرشحين بالاعلان و التسويق عن أنفسهم ؛ و أيضا أنه يوجد شبه اجماع ببقاء المجلس العسكرى ، و لكن الرفض يأتى من قبل المجلس العسكرى نفسه.
- ثالثا انتخاب مجلس تأسيسى لوضع دستور جديد للبلاد - و هذا لن يأخذ أكثر من ثلاثة أشهر - و سيكون هذا المجلس ممثل فيه كل قوى الشعب بمختلف أطيافه و توجهاته مهما كانت ، و ستكون طريقة انتخابه كالآتى :
على كل نقابة أن ترشح اثنين لهذا المجلس و كذلك ممثلين عن الأقباط و المسلمين ، و العمال و الفلاحين ، و الأكاديميين و المهنيين ، كذلك الأدباء و الفنانين ، بمعنى أن كل أطياف الشعب تشارك فى كتابة دستور الشعب .

و بهذا سنستطيع أن ننقل مصر الى حالة الاستقرار النسبى و ننهى على مرضىّ الترقيع الدستورى و الطائفية فى آن واحد ؛ و نعلن حالة الاستقرار التام و ننقل مصر الى غرفة المتابعة العادية ، اذا استطعنا فى هذه الفترة أن نعالج باقى الأمراض الفرعية : بالقاء القبض على قيادات مجرمى النظام (حتى و لو فى ظل تطبيق قانون الطوارئ عليهم) ، و محاسبة قاتلى المتظاهريين ، و تجميد النشاط السياسى لأعضاء الحزب الوطنى لمدة ثلاث سنوات ، و الافراج عن المعتقلين فى ٢٥ و ٢٨ يناير أو حتى اظهار جثثهم .

فلا داعى لأى استعجال لأنها ليست حياة فقط دولة ، بل انها حياة أمة .

عبدالله شلبى
١٢ مارس ٢٠١١
١١:١٨ مساءا

هناك 3 تعليقات:

  1. باستثناء موضوع الطائفية متفق معاك فى الأمراض

    اما عن مطلبك الأخير فهو ف ايد الجيش للأسف

    ردحذف
  2. انا موافق جدا...بس خلال ال 3 شهور بتوع وضع الدستور الجديد...هايفضل حالنا زي ما هو كده ؟
    انا مش موافق علي التعديلات...بس برده خايف من غير مجلس شعب ولا شوري ولا رئيس لمده طويله الدنيا تبوظ...احنا في شبه حاله انعدام قانون...اللي عاوز يعمل حاجه بيعملها

    مش بعيد التحرير يفضل مقفول ال3 شهور دول عشان طبعا فيه ناس هاتبقي معترضه علي مواد في الدستور الجديد

    وانك توقف كل افراد الحزب الوطني ديه انا مش رايي انها صح....اذا كنا هانعمل ثوره يبقي نشيل الوحش بس...ونحاسبهم

    لكن في الاخر....انا هاقول لأ في الاستفتاء

    ردحذف
  3. أعتقد أن فكرة إنتخاب مجلس تأسيسي بهذه الطريقة غير سليم ويتنافى مع الديموقراطية ولن يكون ممثلا للكل وأيضا ستضر البلاد لعمل إنتخابات!!
    إذن فالأسلم نعمل غنتخابات مجلس شعب ونكمل حسب الرؤية التي حددها الجيش ولجنة غعداد الدستور.
    وأنا أتوقع ان يكون المجلس جيدا وبه شباب الثورة..

    ردحذف