الأحد، 16 مايو 2010

أخشى من التغيير !!!

هذا العنوان لم أكن أتوقع فى يوم من الأيام أن يكون موجودا فى كتاب مذكراتى ، أو ترن كلماته فى ذهنى . و لكن ما دفعنى لأشعر بتلك الكلمات و جعلها تقفز الى عقلى حدث جمّ .

كنت جالس فى المقهى التى اعتدت الجلوس فيه مع حفنة من الأصدقاء ، و كان التلفاز كالعادة مفتوح على احدى قنوات الأغانى، لا أعلم ما الذى دفعنى يومها لمتابعة تلك الأغانى - فأنا لست من هواة تلك الأغنيات الهابطة - و لعل اسم الأغنية هو الذى استثار فضولى ،(العوو) ، فضحكت ثم سألت مستنكرا هل يعقل أن تكون أغنية اسمها العوو؟؟!!!

بالطبع سقط علىّ وابل من الهجاء و السخرية لأننى ليس على علم بتلك الأغنية من الأساس ، ثم تسمرت عندما بدأت مشاهدها تمر أمام عيناى المشهد تلو الأخر ، لم أرى فى حياتى أغنية تضم هذا العدد الهائل من الساقطات و ال..... (مش رجالة) ، أخذت أضرب كفا على كف، و قلت متسائلا: لماذا إذن تتكدرون عندما يدعوكم أحد ب "أحفاد فيفى عبده و عادل إمام" ؟

المصيبة أننى ظللت نصف ساعة كاملة أشاهد كليبات لا تمت للموسيقى و لا للغناء بأى صلة ، ما هى الا وصلة من العرى و الردح ، و المقلق أن معظمها - ان لم تكن جميعها - محفوظة.

كنت أسمع عن ظاهرة أبو الليف ، و لكن يومها سمعت له أغنيتين كانتا يكادا أن تصيبانى بالجنون ، ما تلك الإسفاف و الهبوط الذى وصلنا له، إن المشكلة حقا هى الأجيال الجديدة ، التى لا تجد أمامها غير أبو الليف و العوو و أمثالهم فى التلفاز و الراديو . إن هذه الأجيال ترى عمرو دياب و محمد منير و أنغام من مغنيين الزمن الجميل (:

ثم عندما أتمعن فى المجتمع أكثر أجد فئة أخرى أدعوها بـ "المتأسلمين و المتقبطين" تلك الفئة لا تفهم دينها بشكل صحيح ، كل ما تفعله أداء الفرائض و ليس إقامتها - و الفرق كبير بينهم (ابحث بنفسك لتعلم الفرق) - يأخذون من الدين ستارا و يشرعون ما يحلو لهم ، و الأرذل أنهم يكفرون من يعترض عليهم .

نحن الآن يا من نريد التغيير ، التغيير خطر جدا فى هذا الوقت الراهن و تلك الظروف المحيطة ، الرقعة الأكبر من الشباب هى من محبى "العوو" و " هطلع عينك لو خنتينى " و "الكويرك" و "أصحاب تقصير البنطال " و " أبناء الكنيسة الذين يذهبون هناك لتعليق البنات"، و لكن أيضا هناك شباب واعى و مدرك و لكن للأسف قليلون ، و هذا خطر أن يحدث بهم تغيير .

لأن التغيير إذا لم يجد من يحافظ عليه لن يكون الا تغيير مرحلى ، بمعنى آخر إذا لم يلبث الرسول (ص) ١٠ سنوات فى مكة يربى الأمة التى ستغير وجه التاريخ و تَسرّع فى انشاء دولة اسلامية لم يكن سيصل يوما الى ما وصل اليه ، وكان من المؤكد أن تلك الدولة ستنهار سريعا إذا أصلا قامت لها قائمة . نحن نريد مَنْ نُربى على يديه من جديد و نربى أنفسنا و مَنْ حولنا اذا ابتغينا يوما تغييرا حقيقيا ننهض فيه بمصرنا الحبيبة ، و أنا أعلم تماما أن الوقت قد حان ليظهر من بيننا مربيا لنا .

و أختم بمقولة عبد الرحمن الكواكبى " ما بال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ، ويفكرون بحزم، ويعملون بعزم ، ولا ينفكون حتى ينالوا ما يقصدون."




سننهض يوما لا تقلقوا ... و لكن بأناس قد أدركوا



الأحد ١٦ مايو ٢٠١٠
٠٩:٠٣
مساءا