الثلاثاء، 23 مارس 2010

أيام جهاد

أولا هى قريبة، ثم أصبحت صديقة، و لكن سرعان و كانت شريكة. انها صديقتى و شريكة فكرى جهاد.

فى البداية بدأت مقابلتنا بعد مكالمة هاتفية دارت بيننا، و كانت تشعر هى بالضيق، فدعوتها لجلسة فضفضة - فمنذ سنوات و أنا أعشق مجال العلاج النفسى و قرأت فيه كثيرا و عملت فيه على نطاق الأصدقاء أكثر- لتشكى الىّ همومها و تبث لى حزنها.
و بالفعل التقينا و بدأ الحديث بيننا و شرعت هى فى الكلام، و أنا منصت لكل حرف. و لكن كان وراء الكلمات شخصية لم أعرفها من قبل، فهى مفعمة بالحيوية، و جواده لأبعد مما تتخيل، و واسعة المعرفة، و تتمتع بمرجعية دينية متفردة، فهى من القليلون الذين يفهمون الدين، فشتان بين من يطبق الدين فاهما و من يطبقه ناقلا.

بعد أول مقابلة، علمت أننى كنت المستفيد الأول، فلقد أمددتنى بخبرات فى الحياة و معلومات فى الدين لم أكن ببالغها بعد. فأنا أبحث دائما لفهم الدين، حيث أننى أشهرت إسلامى منذ سنة تقريبا - نعم ولدت لأسرة مسلمة و كتب فى بطاقتى منذ سنين فى خانة الديانة: مسلم و لكن ما معنى أن تلقب بمسلم و أنت لا تفهم عن هذا الدين شئ . فشتان أن تطبق الدين فاهما، و أن تطبقه ناقلا.

فى المرة التالية أيقنت بشئ جديد، لقد سمعت عن جلسات العلاج بالتنويم، و جلسات العلاج النفسى و لكنها إبتكرت شيئا جديدا و خاصا جدا و هو جلسات العلاج بالالهام. نعم، مصطلح عجيب و لكن هذا ما يحدث ، فنحن نجلس معا و نتبحر بالكلام فى كل شئ فى المجتمع و فى الحياة و فى الدين، فى يومياتنا و نجلس لنتجلى و نحلق لدقائق فى سماء الفكر الواسعة.

و تتوالى الى الآن لقائاتنا أقصد جلسات العلاج بالالهام ، دمتى لى يا جهاد ملهمتى و صديقتى للأبد ان شاء الله....

عبدالله شلبى
٢٠١٠/٣/٢٣
٢:٥١ م

هناك 4 تعليقات:

  1. MashAllah you really know how to write short stories. You are direct,and to the point. I've never tried to read/write, have almost no experience with short stories, but I guess I found my starting point here
    Thanks For Sharing!
    JAK

    ردحذف
  2. Thanks for your warm comment, you are always welcomed JAK

    ردحذف
  3. هى ملهمة اكثر من كاتب يا عزيزى

    ردحذف
  4. لن اقول الي عبدالله بل الي جهاد. كثيرا ما يتهموني بانني صعبة المراس ومن الصعب جدا ان ادخل صداقة جديدة ولكن ما حدث بالامس منذ أن قرأت المكتوب عنك تمنيت من داخلي أن نكون أصدقاء ربما تمنيت أن أكون أنت ربما كان الحال الأن أفضل فلقد كنت شاردة بلا مرجعية ولا هدف سنين طويلة اتخبط بين الصواب والخطأ والحلال والحرام وضعت حجابي منذ شهور وكنت ابكي قبلها كل ليلة لعجزي عن أخذ القرار ربما لو كنت عرفتك منذ ذاك الحين لم أكن لأضيع كل هذا الوقت في صنع قرار ولكني أبدا لا أحزن فقرائتي عنك الأن قدر وضعه الله أمامي لكي أثبت وأقوي. اتبعت نصيحتك في اللعب مع ابليس الذي رافقني سنين طوال زين لي فيها جمال وجهي واستهتاري وسوء تقديري للأمور, هذه ثاني مرة أهزمه فيها ولكن ستتكرر المحاولة باذن الله فاقبلي مني الأن هدية الصداقة الأولي وهي غنيمة معركتي الاولي مع ابليس, اقبلي حسنات وضعت في ميزانك أرجو أن يتقبلها الله مني وتتقبليها انتي ايضا بارك الله فيكي وجعلكي عوضا لي عن أصدقاء خدعوني فقالوا ان الحياة رحلة قصيرة مهما طالت فلنستمتع قليلا قبل المصير المحتوم,اشكرك علي وجودك في الحياة واشكر عبدالله الذي عرفني بك دون قصد. مي صابر. المنيا

    ردحذف