١١٠ كيلو مترا هي المسافة الفاصلة بين بيتى فى الجيزة و دارنا فى المنصورة، مسافة مشقوقة على أخصب و أندر بقعة من بقاع أرض مصر، من الصعب أن أحصر كم مرة قطعت تلك المسافة فى حياتى، و لكن من السهل أن ألاحظ أن معالم الطريق فى أخر ٥ سنوات تتغير كل يوم.
و فى آخر ٦ أشهر تتغير معالم الطريق كل ساعتين تحديدا، لن أسأل منوحا أين المسؤلون، لأن كل المسؤلون و الحمدلله من جيل "الفشل" الذى يتراوح عمره بين ٥٠ و ٧٠ عام. و لن تجد بين طيات السطور حلا، فالحل الوحيد قلته مرات عديدة فى نفس المدونة و هو أن نوقف مهزلة استبداد الأقلية بالأكثرية. فكيف بربك أن يُحكم (٦٥٪) من الشعب متوسط أعمارهم (٣٥ عام) بــ(٣٥٪) متوسط أعمارهم (٥٥ عام) ؟!!
أكتب لك اليوم لأطلعك على الغد القريب، الذى سنعيشه أنا و أنت (ان شاء الله) نعانى و نلعن سلسفيل هذا الجيل من على المنابر. لقد استلمنا من محمد على باشا الكبير- ألف رحمة و نور عليه- ٣،٥ ٪ من مساحة مصر مزروعة خضراء، على تعداد سكانى وقتها تراوح بين ٤،٥ مليون نسمة و ٦ مليون نسمة فى أعلى تقدير، أى ما يوازى فدان لكل مواطن . و تحولت مصر بفضل سياسة حكامنا- لعنهم الله حيث ثقفوا- الى ٢،٨٪ مساحة مزروعة لتطعم نحو ٨٤ مليون مواطن .... أكيد أنا حقا أحتج!!!
و بفضل سياسة -زق يا عم ده شوية و خالعين- التى انتهجها وزراء الثورة و المجلس العسكرى -لا بارك الله لهم و لا عليهم- فسنستلم مصرنا بأعلى تقدير مزروع منها ٢،٤٪ من مساحتها يقتات عليهم نحو ٨٥ مليون نسمة.و من الجدير بالذكر أن المساحة التى تتآكل هى المساحة الوحيدة الخصبة الآن فى مصر و هى القابلة للزراعة و الانتاج، و لكن انطلق كل فلاح فى ظل الهوجة الى تجريف أرضه سريعا حتى يدخل فدانه فى "كردون المبانى" و يكسب هو ملاليم مقابل أن تجوع الملايين!!
نحن الآن نشيل الطين بأيدينا، و لكننا قريبا جدا هنشيله على دماغنا لأننا مش هنلاقى فعلا اللى نأكله... و نعيد مرارا و تكرارا حتى ينطق حمارا: "من لا يملك قوته... لا يملك قراره"
عبدالله شلبى
٣١ أغسطس ٢٠١١
٢:٠٠ مساءا
Very nice! Well said!
ردحذف