"الثورة مستمرة، مغيرة و فاعلة". هكذا جاءت نتيجة المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية، التى باتت أروع و أقوي انتخابات تعرفها مصر منذ أن عرفنا الانتخابات أصلا.
جاءت الانتخابات لأول مرة في التاريخ الحديث تبشر أننا سنرى تمثيلا حقيقيا و واقعيا للشارع المصرى فى البرلمان. و هذا إن دل على شئ يدل على أننا فى غضون عقد من الزمان سنصبح مجتمعا حقيقيا متناغما مما يؤهله للتقدم.
سأوضح كلامى: لقد كانت المشكلة الأصعب فى مصر، أننا كنا نعيش مثل الجزر المتفرقة فى النهر الواحد؛ و كل جزيرة تحوي على سكان ذو مرجعية فكرية معينة، و توحدهم طريقة التفكير و آلية التنفيذ؛ و لكن كل جزيرة تخشى و ترتعد من أهل الجزيرة المجاورة. فالإخوان يخشون الليبراليين و العكس صحيح، و الاثنان يخشون السلفيين و العكس أيضا صحيح و هكذا مع كل جزيرة لها معتقدات معينة حتي تلك الجزيرة التي تسمي ب جزيرة "عشاق الاستقرار". و كان ذلك هو مخطط مبارك ليستحوذ على الحكم لوحده، فصرنا فزاعات لبعضنا البعض، حتى عندما ثورنا عليه و خلعناه من الحكم ارتمينا في أحضان مجلسه العسكري خشية أن يحكمنا أي من سكان الجزر الأخرى.
هذا العرس الديمقراطى الذى تشهده مصر حاليا، سيخلق لنا المساحة التى تتصارع فيها كل تلك التيارات الفكرية المختلفة و حينها نطبق تطوير نظرية داروين "البقاء للأصلح". و سيتاح لنا الفرصة أن نفهم و نستوعب أفكارنا المختلفة التى لا نعلم عنها غير قشرة القشور. فكثير لا يعرف عن فكر السلفيين الا تشددهم بالمظاهر و تعنتهم في مسائل النقاب و الجلباب، و آخرون لا يعرفون عن الليبراليين شئ غير أنهم دعاة للتتحرر من كل قيد حتي الملابس و الأخلاق، و كثيرون لا يعرفون عن الاخوان شئ الا أنهم سيحولون مصر لإيران جديدة. و لكن هذا التصارع و التصادم الفكرى سينتج عنه مجتمع يعي و يستوعب جميع طوائفه، و سيفرز أيضا أفكار جديدة توحدنا و تجمعنا و تعطينا الفرصة لتجديد و تعديل أفكارنا، و بذلك سيزيد التوافق و يزول الخوف من الاختلاف.
ما يسعدنى أيضا أننا الآن، بدأنا فى تضييق الخناق على المجلس العسكرى، فشرعنا نلاعبه سياسة و ثورة في آن واحد، و إن أتممنا خطواتنا هكذا لن يجد أمامه مفر ليسلم السلطة و يصبح كأى دولة حرة ديمقراطية متقدمة، ما هو الا شريك في القرارات الاستراتيجية و ليس برقيب أو بحاكم خلف الأستار. و لكن علينا ألا نفقد أى ذراع لنا و على الثورة أن تستمر فى الشارع و السياسة فى البرلمان، و تذكروا دوما أن يد واحدة لا تصفق !!!
عبدالله شلبى
الجمعة ٢ ديسمبر ٢٠١١
٦:٥٤ مساءا
سبحان الله لقد استخدمت تشبيه الجزيره لأصف حال الأسر و العائلات و الأفراد, الذين تعودوا أن يعزلوا أنفسهم عما يدور حولهم و يصبون جام تفكيرهم و همهم فى شئونهم الداخليه و لذلك فهم لا ينفعلون مع مجريات الحداث و يزدرئون من فى ميادين الحريه لأنهم يشكلون عقبة فى سير يومهم كما تعودوا. و ذلك أيضا ما نجح فى فعله النظام السابق. و أحرار ميادين الحريه هم من اخترقوا هذه الحواجز النفسيه تجاه الآخرين و التحموا مع من لا يعرفونهم و بذلك فهم الأحرار.
ردحذف