الأربعاء، 16 يونيو 2010

الخريطة المهملة (٢)

بدأت أكتب و أرصد أحوال هذا الشعب و كيف نبدأ أول طريق التغيير ، تغيير يلد نظاما ناجحا ، نظام يكون نموذجا للعالم أجمع ، نظام لا يشوبه خطأ واحد لأنه ليس من صنع البشر و لكنه أقيم بجهد البشر ....

و كانت أولى تلك الخطوات :

إن الدين الإسلامى يُستخدم الآن ليلعب دور (البعبع) الذى يخشاه الكثيرون ، بل و يُخَوف به الكثيرين ، و قد دأبت القوة الغربية و الصهيونية لدعم ذلك الفكر بكل ما لديها من وسائل و سبل ، و ما حقيقة تفجير برجى التجارة عنكم ببعيد (كتاب ألغاز ٩ /١١ - - إيان هالشيل) ، و تلك القوة الوهمية التى أطلقت من عدم حاملة اسم القاعدة و ما هى الا قاعدة من قواعد الأمريكان فى بلداننا الإسلامية ، و الحقيقة مكشوفة لكل متعقل فمن أين يأتوا بكل هذا الدعم المادى لشراء أحدث الأسلحة ، و لماذا لا يستهدفون الا المدنيين الذين دائما يكونوا مسلمون . و تلك الأكذوبة الواهية التى صُرف عليها الملايين لترسخ صورة الرجل الملتحى و المرأة المتحجبة فى أذهاننا بصورة الإرهاب.

ثانيا نحن نعانى فى داخل بلداننا الإسلامية - وأخص بالذكر مصر - من فئتين خطيرتين على الإسلام و المسلمين ، ألا و هما الأصوليون و الإخوان المسلمون.

لنبدأ بالأصوليون : لقد شاء الله و جمعنى بكثير ممن يطلقوا على أنفسهم أصوليون ، و الحق أن السلف أبرياء من أولئك جميعا . حتى لا أطيل عليكم سأوضح لكم بعض الأفكار الذين يتمتعون باعتناقها :

١ - هم يقولون أنه لا خروج على الحاكم ما دام مسلما ، و إن كان ظالما فلندعوا له بالهداية !!!
(وهذا يبين الاختلاف الواضح بينهم و بين السلف متمثلون فى خطبة تولية أبى بكر الصديق حين قال فيما معناه : إن أصبت أطيعونى و إن أخطأت فقومونى ، و لم يقل فادعوا لى)

٢- يقولون إن الأحكام الشرعية انتهت بإتمام القرآن الكريم و بموت الرسول (صلي الله عليه و سلم) فلا حرام الا ما حرموه و لا حلال الا ما فعلوه .!!!
(الدين لم ينزل الا لتيسير الحياة (إن الله يريد بكم اليسر) ، فكل شئ حلال الا ما حرم الله و رسوله ، و كل شئ مباح الا ما نهى عنه الله و رسوله، و سنجد دائما أن الحرام هو ما لا يتقبله العقل كشرب الخمر أو الزنى .... إلخ ، و لو أنك سألت أى ملحد (وقد فعلت) عن رأيه فى الزنى فسيرفضه لأنها فطرة الله التى فطرنا جميعا عليها . فهم بذلك الإعتقاد غلقوا باب الاجتهاد فى الدين و باب القياس و حرموا كل شئ جديد مع إضافته لقائمة البدع ، لذا فمن الأفضل لهم ألا يركبوا السيارة لأنها بدعة و يستخدموا الحمام الزاجل فى المراسلات لأن الإنترنت بدعة و كل شئ من حولهم الآن بدعة حتى الأسفلت الذى يمشون عليه)

ثم نأتى للفئة الثانية و هم الإخوان المسلمون :

١- هذه الفئة حقيقة تضم العديد من الشخصيات التى تنال الإحترام ، فمنهم كثير من المفكرين و العقلاء و الحكماء ، و لكن أيضا منهم المتاجرون بالدين ففى انتخابت مجلس الشعب وجدتهم يقولون أمام لجنة الانتخاب "اعطى صوتك لنائب الإخوان ، و اضمن مقعدك فى الجنة " ، بنفس معني (قعدنى فى البرلمان ، اقعدك فى الجنة ) و كأننا عدنا الى عصر الظلمات نبيع للشعب صكوك الغفران و بالتالى نبيع لهم الجنة !!

٢- لم نجد يوما على مر التاريخ تفاعل و مشاركة من جانب جماعة الإخوان المسلمون لحدث ما يهتم به الشارع المصرى حتى فى قيام ثورة يوليو (راجع : صفحات مجهولة -- محمد أنور السادات) ، اللهم الا انضمامهم للجمعية الوطنية للتغيير فى الوقت الحالى ، و لم نرى الى الآن نتائج انضمامهم !!

٣- لم نرى من جماعة الإخوان أى من أفكارهم تجاه حكم الدولة بالشريعة الاسلامية كما يرددون ، لا هم أقاموا حكومة ظل و لا أقاموا حزبا و لا صرحوا أبدا بأفكار ، اللهم الا إن كانوا يريدون أن يعودوا بنا الى عصر الخلافة و يكون نسل المرشد هو المنوط له بالحكم أبد الدهر !!

يجتمع بعض من الإخوان مع الأصوليون على فكرة أن الدين نقل و ليس عقل ، و لكن الدين نقل و عقل فإذا كنت تصلى و لا تعرف لماذا فلن تذوق يوما طعم الصلاة و ستتحول الى عادة دون المرور على مرحلة العبادة و كذلك فى الصوم و الحج و الجهاد و كل نواحى الدين . و إذا كان الدين يقتصر على النقل فأين نصيب أيات التفكر و التعقل التى نزلها الله فى كتابه من فكرهم ؟

٤- يدعوا دائما القطبين أن نحكم بالقرآن بلادنا ، و لكن القرآن لا يضع الدساتير و الفصول و البنود، و لكنه أسمى من ذلك بكثير ، فهو يضع الخطوط العريضة التى نتحرك من خلالها و لا نخالفها و لكن يترك الله و رسوله لنا وضع الفرعيات و الخطط و النقاط و كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم (أنتم أعلم بأمور دنياكم) ، فنحن نفتقد الى العلماء الذين يجتهدون و يساعدوننا فى اقتباس العلوم من القرآن لتكون منهجا لنا و حجة بين أيدينا.

سيتحد ذلك القطبين و سيبذلوا قصارى جهدهم لإجهاض أى محاولة من فريق آخر للتسلح بعلوم القرآن و محاولة إحياء الشريعة الإسلامية و منهجيتها و وضع الإسلام فى قالب علمى يخاطب العقل و يكون قادر لمحاجاة أى علمانى أو ملحد، على أساس أنهم أولى بها ، و أن الدين نقل و ليس عقل .

و لذلك دائما أخشى أن تكون أولى النيران تُفتح فى وجه تلك النهضة و الفكرة نيران صديقة .


و للحديث بقية فى العدد القادم إن شاء الله


هناك تعليق واحد:

  1. هذا البعبع سيكبر وسيصادق نظرية الرعب الإسلامي وكل النظريات التي تهتم الإسلام بالإرهاب فهو سيصبح كالمارد العملاق عم قريب بإذن الله.

    والخلافات بين الأخوان المسلمين والإصولين وغيرهم من الليبراليين والديمقراطين وهلما جرا سيكونوا على الهامش أمام إعصار الصحوة القادم.



    أرجوا المساهمة في دعم الحملة لو تكرمتم

    (حملة الجسد الواحد)

    أرجوا من المدونين الموقرين أن يضعوا شعار الحملة في الشريط الجانبي لمدوناتهم تضامنا مع أمة محمد !!

    صورة الشعار .. في مدونتي أعقل مجنونة في الوجود .. ويكتبون فوقها ..

    (حملة الجـسد الواحـد)

    رابط المدونة

    http://dndanh111.blogspot.com/2010/06/blog-post_14.html

    جعله الله في ميزان حسناتكم .. آمين

    ردحذف