الاثنين، 14 يونيو 2010

الخريطة المهملة (١)

أرهقت .....
نعم ، أرهقت جدا من التفكير ، وجدتنى حزين و مهموم حتى بدأت أشعر أن قضية التغيير و زوال هذا الحكم الفاشل مسألة شخصية. أوراق كثيرة ملأت المكتب أمامى ، خطط ، خطوات ، بيانات ، شعارات ، تحيط بى حتى شعرت أن عقلى غير مستعد للتفكير أكثر من ذلك.

ارتميت فى أحضان كتبى المفضلة ثانية ، المسموع منها و المقروء ، كنت أحاول أن أريح عقلى من التفكير و أحاول أن أقنع نفسى أنها قضية شعب بأسره . ولكنه بكل حماس و حمية رفض و عاد يفكر من جديد و يبحث بين الكلمات التى أقرأها عن حل نبدأ منه.

كنت حينها أقرأ عن أحوال الجزيرة العربية قبل الإسلام، و يا لها من جاهلية و قبلية و مع ذلك كان هناك سمو و رقى فى الأخلاق لم يتوافر فى شعب سواهم . ثم انتقلت الى أحوال العرب بعد دخول الإسلام و كيف زادت أخلاقهم و معاملاتهم رقيا على رقيهم .

عجبت حقا من أمة تخرج من بين طيات الصحارى لتقود العالم بأسره ، بل و يعلو شأنهم على ملوك كانوا يفعلون لهم ألف حساب ، و مَن هؤلاء البشر الذين يفتحون الحصون و يراق دمهم فى أحيان أخرى فقط لينشروا حكم الله فى الأرض ؟، و ليس كما يدعى البعض أن الإسلام نشر بحد السيف . أناس كان شعارهم " إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد ، الى عبادة رب العباد ، و من جور الأديان الى عدل الإسلام " . أناس لم يفرضوا دينهم على أحد ، و لكن فرضوا العدل على كل أحد .

غلقت الكتاب ، و عدت لأجلس بين خططى و أوراقى و أرائى ، ثم أخذت ورقة بيضاء و جلست أفكر ، كيف نحن تائهون هكذا و بين أيدينا دستور خالق الأرض ؟ ، لماذا نبحث عن نظام شيوعى أو علمانى أو ديمقراطى من صنع البشر و لا نبحث فى كلام الله حتى نحكم بما هو أصلح لنا ؟ لماذا لا نؤمن بالآية الكريمة " إن الله يريد بكم اليسر و لا يريد بكم العسر " ، و نشعر أن أكبر مشكلة فى حياتنا هى كيف نعيش حياتنا ، الى متى سنظل ننظر الى ماضينا و نحن نأسى على حالنا ، و نتنهد و فى أحوال أخرى ينسدل الدمع من أعيننا .

شعرت حقا أننا مجموعة من التائهين فى الصحراء و معنا الخريطة ، و لكننا مُصّرين على أن نستعمل عقولنا فى الرجوع الى الطريق !!!!

حقا لقد ظلمنا الإسلام بأننا مسلمون ، لأن معنا أنجح و أسهل دليل لإنجاح و تثبيت عملية التغيير و لكن يحملها محاميون فاشلون ، يصرون على استخدام براعتهم و خبراتهم السابقة مع عدم قراءة حيثيات القضية التى بين أيديهم ، لذلك فى كل مرة نفشل .

لماذا نسينا مقولة عمر بن الخطاب الخالدة " كنا نحن العرب أذل الناس حتى أعزنا الله بالإسلام ، فمهما ابتغينا العز فى غيره أذلنا الله" .

بدأت أكتب و أرصد أحوال هذا الشعب و كيف نبدأ أول طريق التغيير ، تغيير يلد نظاما ناجحا ، نظام يكون نموذجا للعالم أجمع ، نظام لا يشوبه خطأ واحد لأنه ليس من صنع البشر و لكنه أقيم بجهد البشر ....

و كانت أولى تلك الخطوات :





البقية فى العدد القادم ان شاء الله

هناك تعليق واحد:

  1. خطوات لا تشوبها شائبة بارك الله فيك .. نعم منذ أن ارتمى البعض من ذوي السلطة والنفوذ في أحضان الغرب أذلنا الله .. ولكن لكل جواد كبوة .. وقد حان الوقت لعز الإسلام والمسلمين .. بارك الله فيك وسدد الله خطاك.


    أرجوا المساهمة في دعم الحملة لو تكرمتم

    (حملة الجسد الواحد)

    أرجوا من المدونين الموقرين أن يضعوا شعار الحملة في الشريط الجانبي لمدوناتهم تضامنا مع أمة محمد !!

    صورة الشعار .. في مدونتي أعقل مجنونة في الوجود .. ويكتبون فوقها ..

    (حملة الجـسد الواحـد)

    رابط المدونة

    http://dndanh111.blogspot.com/2010/06/blog-post_14.html

    جعله الله في ميزان حسانتكم .. آمين

    ردحذف