٦٨ ساعة يفصلوننا عن معككة تاريخية ستضاف بحروف من شوك فى كتاب التاريخ فى باب "مصر تحت حكم العسكر"، انتخابات رئاسية تحت حكم غير دستورى من الأساس، ليقسم الرئيس المنتخب المنزوع الصلاحيات على الحفاظ على أمن و سلامة البلاد و العباد.
و بعد تسريبات لاعلان دستورى مكمل فى الغالب ستكون حقيقية، نرى و بكل وضوح أننا ماضون نحو النظام التركى الأتاتوركى، حيث أعلن المجلس العسكرى حمايته للشرعية الدستورية و لمكتسبات الثورة الذى حماها!!! و من ثم لن يكون هناك تسليم فعلى للسلطة بل دولة عسكرية حاكمة خلف الستار، و دولة مدنية ماريونيتية منفذة أمام أعيننا.
من قراءاتى لتلك المرحلة تحت حكم العسكر أرى ثلاث سيناريوهات فى باطنهم الرحمة و لكن جميعهم من قبلهم العذاب:
السيناريو الأول (فوز عمرو موسى):
سيكون هذا هو السيناريو الأخف وطأة على البلاد لأن سيكون عمرو موسى بمثابة همزة الوصل بين المجلس العسكرى الحاكم، و الحكومة الاخوانية التى سوف تشكل من دون الحق لها بالاقتراب من الوزارات السيادية، و سنمضى بخطوات متثاقلة نحو تسليم السلطة من العسكر الى المدنيين و لكن هذا سيعتمد بالأساس على قوة عمرو موسى (اذا كان أصلا قويا) و قدرته على اثبات جدارته بالامساك بزمام الأمور، و سنستفيد على الأقل بعد فترة حكمه أننا سنربى كشعب أن الرئيس من الطبيعى أن يؤتي به و يرحل دون أن يموت على كرسيه أو نخلعه من عليه، فلن نجد بعد أربع سنوات لا حازمون و لا شاطرون أو فاتحون.
السيناريو الثانى (فوز أحمد شفيق):
أولا، ان كل من سيذهب ليدلى بصوته لهذا الشخص، أظنه يحتاج جديا لعلاج نفسى مكثف للمازوخية، و أظن أنه لن يجدى معه حقا الا الاستحمام مرارا و تكرارا بماء نار، حتى يستطيع أن يجلى طبقات الجلد المتراكمة على جسده التى تمنعه من الاحساس و التمييز. فالفريق شفيق كان هو رئيس وزراء موقعة الجمل، و لأذكرك بما فعله، لقد قبع الرجل فى بيته يشاهد الدماء تسيل لأكثر من ١٨ ساعة على الهواء مباشرة، ثم خرج كالفأر يعتذر، و يقول أنه لا يتحكم فى شئ !!! و لم يخرج فى لحظتها كالرجال يعلن استقالته لأنه قد غرر به و تم خداعه. ثانيا الفريق شفيق يُحكم و لا يَحكم، و هذا ان دل على شئ يدل على أن قوانين اللعبة ستظل كما هى احتقان بين العسكر و الاخوان، و الشعب يحاول أن يجد مخرج من بين الفكين.
السيناريو الثالث (فوز محمد مرسى):
سيكون هذا هو السيناريو الأبشع، حينها سيتم تسليم البلاد كلها الى جماعة الاخوان؛ بعيدا عن أنها كارثة أن يتسلم تيار واحد كل مفاتيح البلاد، فان تسلم جماعة أو حزب واحد لجميع المفاتيح فهى مقبرة لفظيا و ما عهد الحزب الوطنى البائد عنا ببعيد. ناهيك عن الاحتقان و الصراع المحتدم بين الجماعة و المجلس العسكرى، فأتوقع أنه سيتم تجويع العباد من قبل العسكر حتى يحدث اما ثورة شعبية على الاخوان أو انقلاب عسكرى بمباركة الشعب يعيدهم الى السجون و يعيد علينا سيناريو ١٩٥٤، و لكن حينها سنجد المشانق يتمرجح فيها المرشد و الشاطر و الكتاتنى و مرسى.
بعد اطلاعى على نتائج الأصوات فى الخارج و بعد تحليلها أنثروبولوجيا و جغرافيا، و جدت أن مرسى أخذ أعلى نسبة تصويت له فى كل من السعودية و البحرين و السودان و اليمن و سلطنة عُمان، و تلك البلاد يقصدها الطبقة الأفقر علميا و اقتصاديا و هى الطبقة الأعرض فى الشعب. بينما اكتسح أبو الفتوح فى كل من أوروبا و روسيا و أمريكا، و هى البلاد التى يقصدها الصفوة أو تستقبل فقط الصفوة من الشعب و هم لا يشكلون فى الأغلب غير ١٨ ٪ من الشعب.
بعد تصريحات بجاتو أن فرز الأصوات سيكون داخل مقار اللجان الفرعية، هذا يجعل عملية التزوير تكاد أن تكون مستحيلة، أو أنه لن يكون هناك تدخل من قبل المخابرات فى عملية اختيار رئيس الجمهورية القادم. لذا فاننى أرى أن السيناريو الثالث و الأبشع هو الأقرب للتنفيذ.
و لكننى مازلت مؤمن أن الثورة بمعناها الحرفى لم تحدث بعد، و أنها آتية لا ريب فيها فاستعدوا لها إنى معكم من المستعدين.
عبدالله شلبى
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢
٢:٣٣ مساءا